Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Tuesday, April 8, 2008

قصيدة الوحدة لبودلير

صحافيّ محبٌ للبشر قال لي إن الوحدة مؤذية للإنسان، وشأنَ جميع المرتابين، استشهد بكلام آباء الكنيسة تأييداً لزعمه
..
أعرف أن الشيطان يتردد بحرية على الأماكن المقفرة، وأن روح القتل والشبق تلتهب التهابا رائعا ف الوحدة. إلا أن من الوارد أن هذه الوحدة ليست خطيرة إلا للنفس الخاوية والشاردة التي تملؤها بأهوائها وأوهامها
..
أكيدٌ أن الثرثار الذي تتمثل متعته الأسمى في التحدث من فوق منصة أو منبر، يغامر تماما بأن يصبح مجنوناً مسعوراً في جزيرة روبنسون. وأنا لا أطلب من صحافيي خصال كروزو الجسورة، لكنني أطلب ألا يقرر توجيه الاتهام إلى عشاق الوحدة واللغز
..
في أجناسنا الثرثارة أفراد يمكنهم أن يقبلوا بنفور قليل عذابَ الإعدام لو سُمح لهم بأن يُلقوا من فوق منصة الإعدام خطبةً فياضة، دون خشية من أن تقطع كلامهم فجأةً مقصلة سانتير
..
أنا لا ألومهم لأنني أتصور أن جيشاناتهم الخطابية تحقق لهم شهواتٍ مساويةً للشهوات التي يستمدها آخرون من الصمت والتأمل، لكنني أحتقرهم
..
ما أرغب فيه خاصةً هو أن يدعني صحافيي اللعين أستمتع بطريقتي. قال لي بنبرة جِدُّ رسولية: "ألن تعاني إذا من الحاجة إلى تقاسم مسراتك مع الآخرين؟" . انظروا للحسود الأريب! هو يعرف أنني أحتقر مسراته ويريد التسلل إلى مسراتي، مُعكّر المسرات البشع
..
تلك التعاسة الكبرى التي تتمثل في العجز عن أن تكون وحيدًا في مكانٍ ما قال لابرويير ذلك، وكأنه يوبخ جميع أولئك الذين يسارعون إلى نسيان أنفسهم في الحشد، خائفين لا ريب من العجز عن تحمل أنفسهم بأنفسهم
..
مصدر جميع تعاساتنا تقريبا هو العجز عن البقاء في غرفتنا يقول حكيم آخر، باسكال، فيما أظن، مستحضراً هكذا في خلية الاعتكاف كل أولئك المجانين الذين يبحثون عن الهناء في الحركة وفي عهرٍ يمكنني أن أسميه أَخوياً، إن شئتُ استخدام لغة عصرنا الجميلة
......................
......................
......................
شارل بودلير
كتاب سأمُ باريس
ودي عشان خاطر يوتا

3 comments:

YOTTA said...

بجد مش عارفة اقول حاجة يعنى
شكراً جداًاااااااااً
لغاية بعد بكره كده
..
عجبتنى اوى خصوصا اخر تلت اجزاء
..
لأ وبالاهداء كمان
:D
روح يا شيخ ربنا يكرمك ع الآخر
:)

هو عن دار ايه بقى؟؟

مُزمُز said...

أهلا يا يوتا يا جميلة

الكتاب توزيع دار آفاق

شارع القصر العيني أمام دار الحكمة

الكتاب من ترجمة بشير السباعي

ترجمته جيدة جدا الحقيقة

منورة جدا جدا

شفتي صورة أخويا؟

:)

باسل جمعة said...

مقالة رائعة احببتها بحق اشكرك اخي