Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Tuesday, October 30, 2007

حتمية الحب بالنهار

مبفهمش، ليه كل الأغاني، لما بتتكلم عن حالة حب حلوة، حالة حب ضخمة من اللي بتساوي عمر كامل دي، بتتكلم عن ليلة، يفضلوا يغنوا عنها، إنها ليلة جميلة ودافية وقصيرة، ليلة بالعمر كله، ليلة منورة، ليلة مش عارف إيه، وكل الكليشيهات دي، وأنا مش فاهمهم بصراحة

الطبيعي إن الحب يبقى بالنهار، وبالليل ده يبقى بتاعك إنت لوحدك

أنا شخصيا، كنت دايما بدعي ربنا، حالة الحب السحرية الباذخة دي، لما تعتريني، تعتريني في النهار، طول النهار، وعند الغروب، أبدأ أجهز لليل لوحدي، أصل الليل ده للتفكير بس، الكتابة، القراءة، النوم، الليل اللي فيه خلاله حد معاك يبقى ليل غير مكتمل، الليل الأصلي المكتمل ليل توحد

تعرف، من الأحسن ليك لو انت زيي، يعني متعود على الليل الأصلي المكتمل، إنك تحب في النهار، طول النهار، تحضن حبيبتك، تبوسها، تنام معاها، تتكلموا مع بعض كتير جدا، ترقصوا، تروحوا سينما، أيا كان، وبعدين تخش بقى يا عزيزي على الليل

ساعتها، هتخش على الليل نافش صدرك، واثق في دماغك، ومتفق مع قلبك يكون خفيف، ومع أنفاسك تكون منتظمة وهادئة

خش في الليل ببلطجة، شامخ ودافي، مسلح ومتحفز للانتقام، والليل هيخاف على عرشه جدا لدرجة الذعر، هايترعش، هينكمش قدامك، ويترمي ف ركن بعيد في أوضتك، متفوتش الفرصة، اشمت في الليل، يستاهل الشماتة، اشتمه، تف عليه، يااه، مش هاوصيك بقى، طلع كل غلك، لحد ما تحس إنك فعلا انتصرت عليه

ساعتها بقى يا صاحبي، فكر زي ما انت عايز، واسرح براحتك، مش هايقدر أبدا يخش جوه دماغك ويوديها يمين وشمال زي ما هو عايز، لأ ده عصر انتهى يا صديقي

خلفيات السهرة بقى، سواء كانت موسيقية أو كتابية أو لونية، اختارها انت بعناية شديدة، لوحدك، وبمحض إرادتك، دون أي تدخل طفيلي منه، اندمج، اكتب كمان بحرية، وبص لليل كل خمس دقايق، وطلع لسانك ليه، اضحك بصوت عالي جدا، واشرب مشروبك اللي بطنك تندهله، مش اللي الضلمة تجبرك عليه

حتى لما هترقد عالسرير، على ضهرك وعينك لفوق، على السقف، مش هتكره خيوط العنكبوت اللي في أركانه، سريرك ومكتبك ومكتبتك والشبابيك والباب والكبايات الفاضية والكتب المتربة واللبس المكركب والدولاب الشاهق، كل دول، بيدعولك عشان حررتهم من الظالم المفتري، بصلهم وابتسم، ابعتلهم بوسة كبيرة، شفت ازاي مبقوش عناصر عطنة وكئيبة؟

شفت ازاي الحب بالنهار أفيد لك؟

عموما لازم تحذر، لو مكنتش ضامن تكرار النهار ده، ولو دخلت ف يوم غير ده، وانت مش نافش صدرك ولا مستعد لليل، يعني لو مكنتش معمر أسلحتك، الليل مش هايرحمك، مش هايسامحك في اللي عملته فيه، أبدا، هتشوف انتقام بشع، هايقطعك مليون حتة، ويعلقك في أركان الغرفة كلها، ويفرج عليك كل الكراكيب الحقيرة اللي فيها، وترجع تاني، بس طبعا بعد انتهاء العقاب المريع اللي مش قادر أوصفهولك، ترجع تاني لليالي المكتملة الأصلية، بعد ما يكون هو أقوى، وأشرس، وبيكرهك أكتر من الأول مليون مرة

على فكرة، الموت ساعتها هيبقى أرحم لك

Sunday, October 28, 2007

انتظار

.


.


.


.


.


بالنسبة لأم كلثوم، بدندنلها في الغالب، أغدا ألقاك، عمري ما فكرت في، هذه ليلتي

المرح

نظرت إلي بعينين ذابلتين
النظرة تشكو مر الشكوى وتريد أن تبوح ولكن اللسان عاجز عن التعبير
كنت أعودها والحجرة خالية
الجلد مهترئ والعظام بارزة والأركان تفوح منها رائحة الموت
.
يا صاحبة المداعبات التي لا تنسى
.
طفولتي عامرة بمداعباتك اللطيف
.
لم يكن يعيبك إلا الإغراق في المرح
.
أي نعم الإغراق في المرح
.............................
من: أصداء السيرة الذاتية
للأستاذ نجيب محفوظ

Sunday, October 21, 2007

كبرنا

احنا كبرنا خلاص
...
عمار أخويا الكبير
اسم دلعه عمّوره
ماما كانت بتقول له عمّوره
وأنا موزة
ومصعب مُصمُص
أما علي
فالسنتين اللي ماما عاشتهم معاه
حظي فيهم بأكبر كمية من أسماء الدلع
علُّولَه و لُولُو و علُلَّه
لكن سنتين بس
ميفرقوش
وهو ناسيها تماما طبعا
عشان كده منقدرش نقول إنه كان فيه حد
خد منها حنان ودلع
زي مصعب
مصعب كان دلّوع أوي
وطيب
علي وهو بيبي كان بيقول لمصعب يا ميمي
ده دليل ازاي كان مصعوبتي دلّوع ورقيق
وهو
كان أكتر واحد فينا انكسر بموت ماما
كان في خامسة ابتدائي
أنا اللي يوميها قولتله إنها ماتت
كنت ف أولى إعدادي
وحضنته ساعتها وعيطنا أوي
...
احنا كبرنا فعلا
لدرجة إن مصعب
مُصمُص
جاب لنفسه مكنة حلاقة
وسألني ووشه مضرج بالدم
ازاي يستخدمها
في المناطق الخاصة

Tuesday, October 16, 2007

الحسناء

بعد انقضاء ساعتي الزيارة
أهلها مشوا
مشت معهم
وحين انتهت مراسم التوديع
فكرت أن أجلس على مكانها
من الكنبة الرئيسية في صالوننا الكئيب
لأرى كيف كانت إطلالتها علينا
موقع انطلاق بصرها
ومن ثم استشعارها
(هل كنت أحسب واهما أنني سأرى من خلال عينيها؟)
لأحس كيف هو الجلوس على منطقة ما
لامست ردفيها الرقيقين
بل انطبقت معهما وتدفأت
لو تنطق الكنبة، هل ستخبرني كيف تشعر؟)
(ولكن كيف يحسها هذا الجماد؟
حين جلست على موضعها تماما
لم أسترح تماما
تعجبت
كيف هي كانت تجلس هنا
بينما تحتها فوطة منبعجة
وعلى مسند الكنبة الذي كانت عليه ذراعها
سجادة صلاة منبعجة؟
وكيف لم يؤرق
جلوسَها المستقر بهدوئه المشعشع
هذا الاعوجاجُ المستفز؟
هذا الأرقُ الصغيرُ المزعجُ
لم يجعل صخب ضحكاتها المجلجلة يخفت في أي مرة
هذه الضحكات التي تعربد في الماء الراكد داخلي بلا رحمة)
(وتفتت رضاي الهش كقطعة وحل جفت
هذا الأرقُ الصغيرُ المزعجُ
لم يستطع أن يجعل صفاءها يخبو للحظة طوال الساعتين
هذا الصفاء الذي يتبدى كبحيرة لها زرقة مخضرة)
ولها نخلات كثيرات، سامقات كلهن كآلهة
أسأل حيرتي الشاردة مع بقاياها الطيفية الوهاجة
عن سر استقرارها المثير
فأقول لنفسي لحظتها
ألم تدرك بعد يا أخي
أنها شفيفة لا تفرق هذه الأشياء معها؟
أنها حلم يقظة أسطوري
دام ساعتين وانقضى
كما هي الأفلام الجميلة إذ تنقضي فجأة
تنقطع الصورة وتصمت أصوات الموسيقى
وينقض النور على قاعة العرض
فتخرج من انصهارك المحموم معها
وتبدأ في تلمس الهواء حولك لتعود له
في استكشاف المكان لتتبين طريقك للخروج
ملوما محسورا
ألم تدرك بعد أيها الفاني أنها في أصلها
هذه الحسناء البهيجة البسمة
المستديرة الوجه
خاطر أبدي سيار
حر الحركة
يرتدي ملابسَ بنيةً
مقلمة بأزرقٍ رقيق
ويلف حول راسه طرحةً نيليةَ اللون
بإحكامٍ مرهف؟
أنها
خاطرٌ نقيُ الماء يدهش جفاف ترابك؟

Sunday, October 7, 2007

شك

.

.

.

.

.


صبح مضطرب، وكان نفسي أصلي، كان نفسي لو أقدر أصلي

قمصة

زوجة أبي
بالأمس بعد الإفطار
وأنا جالس إلى التلفزيون أشاهد مسلسلا كوميديا
خرجت من الغرفة، وجلست معي أمام التلفزيون، أمامي بقليل، جلست على حرف الطبلية الكبيرة
أنا لا أكرهها جدا الآن، كنت منذ عامين، ولكن الآن، فقط يصيبني الطهَق
كانت قد ارتدت خمارا وجلبابا للخروج، ستذهب لتصلي التروايح بعد قليل
المسلسل كان ظريفا
ضحكتُ بصوت عالٍ على جزءٍ ما، لم يكن شديد الظرف، ولكنني ضحكت جدا، أقصد رفعت صوتي بالضحك جدا، وهي لم تضحك
جالسةً على حرف الطبلية الكبيرة ساكنةً تماما كانت
ووجهُها صخرياً كان من أثر التجهم
أنظر نحوها في استطلاع فضولي
أتذكر أن أبي زعلها، قال لي قبل أن يخرج منذ قليل: إنها مقموصة
ولكن
كيف يمكنها أن تكون متجهمة هكذا، أهي قدرة إعجازية على التنكيد؟
أنظر لعينيها قليلا، وجهها فعلا صخري، ثابت الردود، لابد من مهارة إلهية لفعل هذا
حين أدقق
أدرك أن هناك نتوءان على جانبي وجهها
نفقان صغيران فوق فمها
شحوب قليل غائر لا يُلاحظ تحت العينين
أدرك في لحظة كيف تبدو بكل هذا الجمود الصخري حين تزعل
ليس الأمر مقصودا منها إذن
أظن هذا
تحسست وجهي بهدوء، بلهفة
من الجانبين
فوق فمي
تحت عيني
لا يوجد شئ حتى الآن
أظن هذا
كيف أبدو حقا؟