Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Monday, June 14, 2010

لولو



أنا أفرد يدي الكبيرة
وأنت تنكمش ، وترقد فوقها
ضاحكا منتشيا ترتعشُ
من دفء فرحتك الطفولية بالحنان
أنت ترقد فوق محبة منصهرة فرشتها لك
يد قلبي اليمنى أسفلك
ويده اليسرى ترتاح فوق كتفك
أنت تنامُ فوق قلبي كله
روحي الناشزة الصابئة
تستكين كهرة وتستلقي بيننا
مستجيبة لكهرباء راقصة من عينيك
تثبتها في المكان
وروح المرأة القمحية التي أسقطتنا
تتجوّل أسفل جلدينا
ونحن نشعر بحنين مراوغ للبيت
أنت تبتسمُ
وتتكلم في كل المواضيع
وأنا أغمض عينيّ خاشعا متصدعا
أستطعم حلاوة صوتك
وأحاول أن أبتلع وجودك في جوفي
وكلما غامت رأسي وشرخت بعيداً
أشد أكثر بيديّ عليك
أداعبُك
وأحاول أن أغني لك
يا إلهي
ما أجملك
كيف أحتمل كل جمالك وخفتك ودلعك
كيف أحتمل تحركات وجهك الطرية
وزوغانات عينيك الطائشة وطرطشة مياه ضحكتك
لوعك علينا وغناؤك الشقي المنتثر
نكاتك وسخريتك من كل شئ
أنت كل شئ
أنت قمر
أنت عسل
أنت مانجا وسكر
أنت شاي بلبن
أنت كل شئ
أنت قضمة وقبلة مُسكّرة
في بداية الصبح
وأنت طوال النهار
كل فروع الحياة

Tuesday, June 8, 2010

بسرعة

امبارح امتحنت وحلليت كويس
بس اتسرقت
شنطتي بكل محتوياتها سلمتها وانا داخل المدرج وحطيتها جنب الكاونتر بتاع المعيدين والدكاترة جوه المدرج
وانا خارج ملقتهاش حد اكيد خدها
كان فيها اللاب توب بتاع مصعب اخويا وكان فيها موبايلي الجديد اللي لسه جايبه من اسبوع وكان فيها مفاتيح العربية والبيت واقلام وكتب وروايتين وديوان شعر وكتالوج تذكاري لمعرض نحت جميل بتفاءل بيه وبخلليه معايا على طول
انا اتقهرت في الحقيقة
حسيت اني اتعلّم عليا تماما
ومستحيل الشنطة دي هترجع ومستحيل اوصللها
حلليت وحش بعدها في الاورال بس الدكتور اللي امتحنني تعاطف معايا عشان حوار الشنطة واداني درجة حلوة بس دخلت امتحن امتحان اي سي دي ال وسقطته عشان كان المفروض اقراه بعد الاورال وقبل ما ادخل معمل الكومبيوتر على اللاب اللي اتسرق مني
رجعت مقهور ومش عارف اتكلم وعايز انام مطبق بقالي يومين بذاكر سيوتكس منمتش فيهم ولا ثانية
نمت امبارح الساعة خمسة العصر بعد ما اتغديت ولسه صاحي النهاردة الفجر الساعة خمسة بعد نوم عميق بس مليان احالام مجهدة قمت جسمي مكسر فاكر الساعة اتناشر بالليل وللا حاجة عشان اذاكر الفسيولوجي اللي المفروض امتحنه كمان ساعة ده بس للاسف صحيت اتقهرت لما لقيتها الفجر لاني مستحيل هاخلص منهج الفيسيولوجي الطويل المعقد في اربع ساعات
تماسكت لاول مرة ف حياتي وغسلت دماغي بقزازة مية ساقعة وقعدت ذاكرت شوية
على الساعة تمانية اللي هيا دلوقتي خلصت الشابتر بتاع الدم كله وحفظته ورسمت اهم رسوماته ولسه لحد دلوقتي مش عارف ده حصل ازاي
انا فرحان دلوقتي جدا باني عرفت اكمل للاخر
المفروض اني ابدا البس الساعة تسعة وربع عشان انزل تسعة ونص واوصل الجامعة عشرة الا ربع وهناك هاقرا بسرعة قبل اللجنة ما تبدا هقرا الكام صفحة اللي سبتهم عن خلايا الدم البيضا عشان كنت مذاكرهم كويس لما خدتهم في مادة الاميونولوجي
دلوقتي المفروض اقوم اراجع في ربع ساعة كل الدم وفي الفترة اللي فاضلة هخلص الدورة الدموية لحد الساعة تسعة وربع
وبشرب دلوقتي شاي بحليب وجيت اعمل اي حاجة عشان افضي دماغي واعرف اكمل بتركيز
لو حلليت حلو النهاردة في الامتحان دي نظرتي لنفسي هتتغير مليون في المية وهاحس بسعادة محصلتليش من زمان
مش عشان النجاح والسقوط كل ده هبل ميهمني وانا اصلا كده كده نازل سامر كورس في الصيف على طول
لكن هابقى فرحان عشان عرفت امسك اعصابي واعتصر جهدي واستغل كل طاقتي في الفهم والحفظ زي زمان قبل ما اخش ثانوي وعرفت انضف دماغي من كل الشوائب الغبية اللي بتفشخني لما اكون بذاكر او بعمل اي حاجة في الحياة
لو حلليت حلو
هاكافئ نفسي بمكافأة كبيرة
وهاقوللها انا بحبك
انتي كويسة
ربنا يهديكي
يا رب
يارب احل حلو

Thursday, June 3, 2010

رسالة

الحزن نفسه يملؤني أحيانا بالتفاؤل ، الحزن الصادق الملموس نقيّاً من كل الشوائب
أنا لا أذكر أين قرأت كل تلك القصائد الحزينة الرائعة ، لا أذكر أنني كنت أبكي حين أقرؤها ، أنا فقط أودّ البكاء ، أشعر أنني أحتاج لأن ابكي ، حين أصطدم بروحي في شئ بالغ الجمال
لا أذكر جيدا من الصديق الذي سألني مرة عن لحظة انتهاء الألم ، ظلمة أليفة كانت غائرة في عينيه ، وحزن يشرخ قلبه أتسمّعه في نبضات الصوت
يقول بلوعة شديدة: لا أعلم متى ينتهي تأرجحنا ، متى نقف ، لماذا نعلو ونهيط طوال الوقت ، لماذا هذا الزخم الدائم المُضني للصراع
لماذا لا نبقى ثابتين فوق نقطة واحدة من هذا المنحنى
لماذا لا نبقى ثابتين فوق نقطة واحدة من هذا المنحنى
لماذا
هل أطلق صديقي أسئلته هكذا؟
ثم ذلك الصدى المفاجئ لكلماته ، الصدى الذي يشبه الصدق تماماً
الصدى يلمس بعنفٍ صِنوَه الساكنَ في روحي
الصدى
ترتفع فجأةً في صدري موجة مياه باردة ، موجة مياه حنون وحادة ومفاجئة ، تُغرغر فوق قلبي كالدمعات الطازجة
قبل حنجرتي ، قبل مركز انطلاق صوتي تماماً ، إنها كموسيقى ساكنة مكتنزة تستعد لانفجار هادر ، انفجارٍ شبقي ، جميل
أدرك حينها لحظياً أن هناك مصائر تشتبك وتتشابه في التيه ، تملؤني بطمأنينة ما
اللحظة خفيفة وبارقة ، كاندفاع الموجة تماما ، تتفكك في رأسي لملايين الجزيئات من الزَبَد
من الذي جعل بعض الناس يفهمون كلمات بعض الناس الآخرين الحادة الموغلة في الحيرة ، ما الذي يربط الليل بليل آخر بعيد ، من الذي وضع صديقي أمامي في القهوة ، ما الذي رأيته في هدوئه المصطرخ ، وكيف أراه ، لماذا هو ، ولماذا أنا ، لماذا نتكلّم بتلك اللغة المشتقة من البكاء ، ونضفّر معاً أصواتنا ، باحثين بطرقٍ لا تعد عن القشّة التي سنتعلّق بها ، ورغم ذلك نغنّي بلا توقّف ، ونحن عالقون في شبكة الصراع ، التي أراها الآن حيّة نقيّة
الصراع الذي لن يتوقف يوماً
المصيرُ البحريّ
النقطة المنزلقة دائماً فوق مُنحناها الطويل