Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Thursday, June 3, 2010

رسالة

الحزن نفسه يملؤني أحيانا بالتفاؤل ، الحزن الصادق الملموس نقيّاً من كل الشوائب
أنا لا أذكر أين قرأت كل تلك القصائد الحزينة الرائعة ، لا أذكر أنني كنت أبكي حين أقرؤها ، أنا فقط أودّ البكاء ، أشعر أنني أحتاج لأن ابكي ، حين أصطدم بروحي في شئ بالغ الجمال
لا أذكر جيدا من الصديق الذي سألني مرة عن لحظة انتهاء الألم ، ظلمة أليفة كانت غائرة في عينيه ، وحزن يشرخ قلبه أتسمّعه في نبضات الصوت
يقول بلوعة شديدة: لا أعلم متى ينتهي تأرجحنا ، متى نقف ، لماذا نعلو ونهيط طوال الوقت ، لماذا هذا الزخم الدائم المُضني للصراع
لماذا لا نبقى ثابتين فوق نقطة واحدة من هذا المنحنى
لماذا لا نبقى ثابتين فوق نقطة واحدة من هذا المنحنى
لماذا
هل أطلق صديقي أسئلته هكذا؟
ثم ذلك الصدى المفاجئ لكلماته ، الصدى الذي يشبه الصدق تماماً
الصدى يلمس بعنفٍ صِنوَه الساكنَ في روحي
الصدى
ترتفع فجأةً في صدري موجة مياه باردة ، موجة مياه حنون وحادة ومفاجئة ، تُغرغر فوق قلبي كالدمعات الطازجة
قبل حنجرتي ، قبل مركز انطلاق صوتي تماماً ، إنها كموسيقى ساكنة مكتنزة تستعد لانفجار هادر ، انفجارٍ شبقي ، جميل
أدرك حينها لحظياً أن هناك مصائر تشتبك وتتشابه في التيه ، تملؤني بطمأنينة ما
اللحظة خفيفة وبارقة ، كاندفاع الموجة تماما ، تتفكك في رأسي لملايين الجزيئات من الزَبَد
من الذي جعل بعض الناس يفهمون كلمات بعض الناس الآخرين الحادة الموغلة في الحيرة ، ما الذي يربط الليل بليل آخر بعيد ، من الذي وضع صديقي أمامي في القهوة ، ما الذي رأيته في هدوئه المصطرخ ، وكيف أراه ، لماذا هو ، ولماذا أنا ، لماذا نتكلّم بتلك اللغة المشتقة من البكاء ، ونضفّر معاً أصواتنا ، باحثين بطرقٍ لا تعد عن القشّة التي سنتعلّق بها ، ورغم ذلك نغنّي بلا توقّف ، ونحن عالقون في شبكة الصراع ، التي أراها الآن حيّة نقيّة
الصراع الذي لن يتوقف يوماً
المصيرُ البحريّ
النقطة المنزلقة دائماً فوق مُنحناها الطويل

1 comment:

يا مراكبي said...

الطيور على أشكالها تقع

والظروف تتشابه كثيرا في بدايات العمر حيث الطريق غير واضح الملامح

ادعو الله أن يمنحكم السكينة في أقرب وقت