Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Friday, September 16, 2011

اختيار

لو لا زالت هناك
مراتٌ جديدة
لو تبقى لي في طيبتكِ الناصعةِ
فُرصةٌ أخرى
لو استطعتُ
لن أفعلَ ما فعلت
لا أنسحبُ من غرفتي
بجانب واحدٍ من جسدي
وأذهب مُتسللاً
على قدمين خفيفتين
والخوف يردّني عَكسَ خُطواتي
في يوم ما
وتكون شمسُهُ بيضاءُ باردة
ذائبة كالحليب
في ثنيات النهار
سآخذ كل حقائبي الثقيلة
أحمّلها على وَزن جَسَدي
أطرقُ الأرض
بحجمِ قدميّ
وآتي إليكِ
وآتي إليكِ وأترك لابتسامتِك
لتهويمات يديكِ وانفلاتات عيونِك الواسعة السوداء
لأعضائكِ الدافئة
أن تَصهَر وَجهي
وحين يصير
وَجهي
سَهلاً
مرناً كعجينٍ من الصلصال
سأمدّ إصبعين
وأنقش
بسمةً ساكنةً
وأتبعُها
أطفو بلا قلقٍ وأتبعُكِ
دون أن أعرفَ
لا أهتمُّ تماماً أن أرى
كيف سأبدو
كيف سأطرقُ الأرضَ مرةً أخرى
في أيّ خروجٍ جديد

Saturday, July 2, 2011

قبل الموت




الحياة اختيار ، و حَلّ إجباري ، فقط أفكك الأثقال وأرمي كل حاجة كل حاجة في هواء غير محسوب الاتجاهات ، ثم أبعث لروحي -بغير اختيار هنا- تجربة جديدة ، مالحة كالرذاذ ، حادة مثله ومتناثرة وشيقة وشبقة وشهوانية وهادئة تحت شمس ، شمس صيف ، فجر ، إذن لا تنتظر من الأمنيات القديمة أي ضوء جديد ، أنا هو الفجر حين يبدأ نحيفا ، يتلمس السماء دي كلها ، يتطاير فيه الرذاذ ، الحياة زرقاء ، شفافة مفتوحة وشاسعة الجوانب بلا طريق واحد يقدر أن يسد الأنفاس :)

Tuesday, June 14, 2011

صديق

طالما تكونُ معي ، لا ينتابني مرضُ الشّك

الذي يزيحُ جسدي خطوات للوراء

ويترك خيالا باهتا يشخص إلى الوجوه

أنساقُ معك ، صامتاً

لا أُصلّي لرغبةٍ جديدةٍ في أيّ شئ

وذلك الكلام الذي أقمعُه ، لا يطاردني

لأنهُ فقط يتأخرُ قليلا

ليُفسحَ لكلامٍ آخر

لأنني لا يتوقف سيلُ وجودي

طالما تكون معي

أضحكُ لأضحكَك ، وتضحكُ أنت لأَدمَعَ مِن الضّحك

من يسبقُ الآخرَ في رَفع الصّوت

هو الذي يكسبُ الميكروفون

ويحمل وِِزر المجون كاملاً

والعبثِ الفاجر

لكنّهُ لا يحملُ عبءَ أن يُكمل وحدُه

لأن الصوتَ يُقسّم بيننا الكلام

ويقدرُ أن يُكمل كلانا

ما بدأته روحٌ غامضة

تسكنُ في منبعِ البَوح.

لأننا عندما تكلمنا عن الزّيفِ

ألاعبينا الشرير

طيبتِنا وخُبثِنا وأقنعةِ اليوميّات

وعن الإيقاعات التي نخضعُ لها

في لحظات متناثرة

في طرق غريبة وأشخاص أغبياء

لم يكن حقيقياً ما تصورتُه

أنني معك ، أتلبسُ إيقاعاً خاصاً

يتخفّى فيه وجودي

وينساق لك شبح جامحُ لا يقول الحقيقة السوداء

كان الحقيقيّ

أن ذلك هُو صوتي الذي لا أعرفه

وبراءتي

وأن هذا صخبي

الهياج الطفولي الجامح

الذي أداريه في الوحدة الباردة

لأنني حين أخفضُ صَوتي

لأفكر أن أقول لك شيئاً مُحزناً

أو أفكرَ أن هذا هو الصدقَ

الذي ينبغي علينا احترامُه بالهمس وإحناء الرأس

أفهمُ أنّ حلماً واحداً يتردّد على رأسينا

وأن صباحا واحداً

يعرفهُ كلٌّ منا

يَشقُّ بحنينهِ الشائك ، طمأنينة أطرافنا

عندها يصبحُ الصدقُ ليّناً رطبا

يتراوحُ بينَ مسرعا عُيونِنا ككرةٍ شفافة

أرفعُ صوتي

مرة أخرى

نَصيحُ مُسرِعين نَشقّ الهواء

نُغنّي

نجرح النغمات بنشاز باسم

لنضحكَ سَاخرَين

من أنفسنا وأحزانها

ومِن عجائب طفولتنا البعيدة

Thursday, May 19, 2011

صباح ضعيف

لم يبق عن الأشباح

والخوف

وعن الظلمة المتوارية

أسفل أجفاني

شئ آخر لكي أكتبه

الآن

أشعر في داخلي

برغبة متصاعدة في الغناء

أريد أن أردد أغنية

تنبت من باطن وجودي عميقا

وتخص بلا مواربة

قصتنا وحدها

تخص كل شئ صغير يخصنا

تذكرُ شوارع السير الطويل

ولوحات الشغف

وحتى أسماءنا

تتردد بوضوح بين كلمات الأغنية

وأقف أنا لأردد الأغنية الشفافة

في شرفة

تنهض فوق نهايات الليل

أستند على الطوبِ البارد القويّ

المُنَدّى ببوادر الصُبح

وبينما الشارع خالٍ لا يزال

لا أقاوم رغبةً جارفة

في أن أنثرُ أوراق النعناع على السّور

لتستيقظ حياة الأوراق في الرائحة

لأتلمسك في الرائحة البِكر

وهي تسري لأعلى

بين طبقات الصباح

أرهفُ السمع

للنسائم الخاطفة

أُثبّتُ بَصَري باحثا

بين خلايا الضوء الوليدة

بينما الرائحة المتصاعدة إلى أنفي

تثبّتُ أقدامي على الأرض

كقَدَرٍ متين

حينها أعتصر قلبي

كليمونة

لكنها لا تستطيع البكاء

لا أستطيع استكمال حوار صامت

مع كل تلك العلامات المبهمة

مع عناصر الفجر الصافية

المتراصة بوضوح فريد

بصدق هادئ

يدفع حد الألم

وأنا لا عملَ تعرفُه روحي

لكي أتمكّن

من تذوّق هذا الوجود المصقول

أتنهد العجز حتى

ترتفعَ الشمسُ

تنفثُ حرائقها

وأسحبُ في النهاية أقدامي

هاربا

خلف ستائر قاتمةٍ

خوفاً من ارتجاج روحي

في ظهيرة صاخبة

تضج بالناس والعربات والكلام

تنسابُ في حركتها

ما تُسمّى بالحياة

ولا أجدُ فيها

أثرا يدلّ عليكِ

Monday, March 14, 2011

قِدَّش كان في ناس

كأنّك ما حَدا .. ضااايع بِـ هالمَدى .. حبيييبي يا حبيييبي مَالي غيرَك حَدااا
.
لَو !!!!!
بَعرِف إنت وَين
ساكِن
وبأَيّ بلاااد
لاطيييير في غَفوِة عَين
صَوبك
صَوبك
صَوبك
.
.
.
..........
إنّها شَجَرةٌ تَخرُجُ في أَصلِ الجحيم .. طَلعُها كأنّهُ رُؤوسُ الشّياطين .. فَإنّهُم لَآكِلونَ مِنها فَمالِئون مِنها البُطون
..........
.
.
.
بتِرجَعلي كِل مَا الدِّني تبَدا تعَتِّم
مِتلِ الهَوا .. اللي مبَلّش عَالخفيييييييييييييييف
.
لَو بَعرِف إنت وَين
ساكن
.
.
.
..........
قُل أَرَأيتُم إن أصبَحَ ماؤُكم غَوراٌ .. فَمَن يَأتيكُم بِماءٍ مَعِين ؟؟
..........
.
.
.
عَالخفيييييييييييييييف
.
لَو بَعرِف
!!!!!

Tuesday, March 8, 2011

الحب

لم أفتقر إلى التوَقّع
نبوءةٌ خافقةٌ تتسربُ من الحُلم
ويرتعش نهرٌ رائقٌ
كان محفوراً في خيالي طيلةَ الصَحراء
ليس غريباً إذن أن يطفوَ لأعلى
أويغوص كسمكةٍ مرتعشة
قلبي
في كلّ ليالي الظلامِ الباردة
حين تنكشفُ الحوائط عن عُريِ الحياة المُبلّل بالنجوم
ويتدفقُ القمر شغفاً مسدوداً في رأسي
كان هناك
وعندما ترتفع رائحةُ الأشجارِ الطالعة
زحفاً بطيئاً على الشرفة
في تهدُّج أنفاسي بين الدقائق
وإلا لماذا إذن كان إقبالي على المبيت أياماً في الفراغ
كاشفا روحي لكل مسارات الهواء
دونَ أن أقلع
عن النظر خائفاً
لبُحيرات شفافة وبعيدة جدا
أو عن الغناء؟
كل تلك الأغنيات الصغيرة المُعطَّلة
وفي أحيان الصمت
القاطع لكل ما يتدفق سواه
حين يرن النبض
مُحمّلا بمجهولات غائرة
لم أفتقر إليكِ

Monday, June 14, 2010

لولو



أنا أفرد يدي الكبيرة
وأنت تنكمش ، وترقد فوقها
ضاحكا منتشيا ترتعشُ
من دفء فرحتك الطفولية بالحنان
أنت ترقد فوق محبة منصهرة فرشتها لك
يد قلبي اليمنى أسفلك
ويده اليسرى ترتاح فوق كتفك
أنت تنامُ فوق قلبي كله
روحي الناشزة الصابئة
تستكين كهرة وتستلقي بيننا
مستجيبة لكهرباء راقصة من عينيك
تثبتها في المكان
وروح المرأة القمحية التي أسقطتنا
تتجوّل أسفل جلدينا
ونحن نشعر بحنين مراوغ للبيت
أنت تبتسمُ
وتتكلم في كل المواضيع
وأنا أغمض عينيّ خاشعا متصدعا
أستطعم حلاوة صوتك
وأحاول أن أبتلع وجودك في جوفي
وكلما غامت رأسي وشرخت بعيداً
أشد أكثر بيديّ عليك
أداعبُك
وأحاول أن أغني لك
يا إلهي
ما أجملك
كيف أحتمل كل جمالك وخفتك ودلعك
كيف أحتمل تحركات وجهك الطرية
وزوغانات عينيك الطائشة وطرطشة مياه ضحكتك
لوعك علينا وغناؤك الشقي المنتثر
نكاتك وسخريتك من كل شئ
أنت كل شئ
أنت قمر
أنت عسل
أنت مانجا وسكر
أنت شاي بلبن
أنت كل شئ
أنت قضمة وقبلة مُسكّرة
في بداية الصبح
وأنت طوال النهار
كل فروع الحياة

Tuesday, June 8, 2010

بسرعة

امبارح امتحنت وحلليت كويس
بس اتسرقت
شنطتي بكل محتوياتها سلمتها وانا داخل المدرج وحطيتها جنب الكاونتر بتاع المعيدين والدكاترة جوه المدرج
وانا خارج ملقتهاش حد اكيد خدها
كان فيها اللاب توب بتاع مصعب اخويا وكان فيها موبايلي الجديد اللي لسه جايبه من اسبوع وكان فيها مفاتيح العربية والبيت واقلام وكتب وروايتين وديوان شعر وكتالوج تذكاري لمعرض نحت جميل بتفاءل بيه وبخلليه معايا على طول
انا اتقهرت في الحقيقة
حسيت اني اتعلّم عليا تماما
ومستحيل الشنطة دي هترجع ومستحيل اوصللها
حلليت وحش بعدها في الاورال بس الدكتور اللي امتحنني تعاطف معايا عشان حوار الشنطة واداني درجة حلوة بس دخلت امتحن امتحان اي سي دي ال وسقطته عشان كان المفروض اقراه بعد الاورال وقبل ما ادخل معمل الكومبيوتر على اللاب اللي اتسرق مني
رجعت مقهور ومش عارف اتكلم وعايز انام مطبق بقالي يومين بذاكر سيوتكس منمتش فيهم ولا ثانية
نمت امبارح الساعة خمسة العصر بعد ما اتغديت ولسه صاحي النهاردة الفجر الساعة خمسة بعد نوم عميق بس مليان احالام مجهدة قمت جسمي مكسر فاكر الساعة اتناشر بالليل وللا حاجة عشان اذاكر الفسيولوجي اللي المفروض امتحنه كمان ساعة ده بس للاسف صحيت اتقهرت لما لقيتها الفجر لاني مستحيل هاخلص منهج الفيسيولوجي الطويل المعقد في اربع ساعات
تماسكت لاول مرة ف حياتي وغسلت دماغي بقزازة مية ساقعة وقعدت ذاكرت شوية
على الساعة تمانية اللي هيا دلوقتي خلصت الشابتر بتاع الدم كله وحفظته ورسمت اهم رسوماته ولسه لحد دلوقتي مش عارف ده حصل ازاي
انا فرحان دلوقتي جدا باني عرفت اكمل للاخر
المفروض اني ابدا البس الساعة تسعة وربع عشان انزل تسعة ونص واوصل الجامعة عشرة الا ربع وهناك هاقرا بسرعة قبل اللجنة ما تبدا هقرا الكام صفحة اللي سبتهم عن خلايا الدم البيضا عشان كنت مذاكرهم كويس لما خدتهم في مادة الاميونولوجي
دلوقتي المفروض اقوم اراجع في ربع ساعة كل الدم وفي الفترة اللي فاضلة هخلص الدورة الدموية لحد الساعة تسعة وربع
وبشرب دلوقتي شاي بحليب وجيت اعمل اي حاجة عشان افضي دماغي واعرف اكمل بتركيز
لو حلليت حلو النهاردة في الامتحان دي نظرتي لنفسي هتتغير مليون في المية وهاحس بسعادة محصلتليش من زمان
مش عشان النجاح والسقوط كل ده هبل ميهمني وانا اصلا كده كده نازل سامر كورس في الصيف على طول
لكن هابقى فرحان عشان عرفت امسك اعصابي واعتصر جهدي واستغل كل طاقتي في الفهم والحفظ زي زمان قبل ما اخش ثانوي وعرفت انضف دماغي من كل الشوائب الغبية اللي بتفشخني لما اكون بذاكر او بعمل اي حاجة في الحياة
لو حلليت حلو
هاكافئ نفسي بمكافأة كبيرة
وهاقوللها انا بحبك
انتي كويسة
ربنا يهديكي
يا رب
يارب احل حلو

Thursday, June 3, 2010

رسالة

الحزن نفسه يملؤني أحيانا بالتفاؤل ، الحزن الصادق الملموس نقيّاً من كل الشوائب
أنا لا أذكر أين قرأت كل تلك القصائد الحزينة الرائعة ، لا أذكر أنني كنت أبكي حين أقرؤها ، أنا فقط أودّ البكاء ، أشعر أنني أحتاج لأن ابكي ، حين أصطدم بروحي في شئ بالغ الجمال
لا أذكر جيدا من الصديق الذي سألني مرة عن لحظة انتهاء الألم ، ظلمة أليفة كانت غائرة في عينيه ، وحزن يشرخ قلبه أتسمّعه في نبضات الصوت
يقول بلوعة شديدة: لا أعلم متى ينتهي تأرجحنا ، متى نقف ، لماذا نعلو ونهيط طوال الوقت ، لماذا هذا الزخم الدائم المُضني للصراع
لماذا لا نبقى ثابتين فوق نقطة واحدة من هذا المنحنى
لماذا لا نبقى ثابتين فوق نقطة واحدة من هذا المنحنى
لماذا
هل أطلق صديقي أسئلته هكذا؟
ثم ذلك الصدى المفاجئ لكلماته ، الصدى الذي يشبه الصدق تماماً
الصدى يلمس بعنفٍ صِنوَه الساكنَ في روحي
الصدى
ترتفع فجأةً في صدري موجة مياه باردة ، موجة مياه حنون وحادة ومفاجئة ، تُغرغر فوق قلبي كالدمعات الطازجة
قبل حنجرتي ، قبل مركز انطلاق صوتي تماماً ، إنها كموسيقى ساكنة مكتنزة تستعد لانفجار هادر ، انفجارٍ شبقي ، جميل
أدرك حينها لحظياً أن هناك مصائر تشتبك وتتشابه في التيه ، تملؤني بطمأنينة ما
اللحظة خفيفة وبارقة ، كاندفاع الموجة تماما ، تتفكك في رأسي لملايين الجزيئات من الزَبَد
من الذي جعل بعض الناس يفهمون كلمات بعض الناس الآخرين الحادة الموغلة في الحيرة ، ما الذي يربط الليل بليل آخر بعيد ، من الذي وضع صديقي أمامي في القهوة ، ما الذي رأيته في هدوئه المصطرخ ، وكيف أراه ، لماذا هو ، ولماذا أنا ، لماذا نتكلّم بتلك اللغة المشتقة من البكاء ، ونضفّر معاً أصواتنا ، باحثين بطرقٍ لا تعد عن القشّة التي سنتعلّق بها ، ورغم ذلك نغنّي بلا توقّف ، ونحن عالقون في شبكة الصراع ، التي أراها الآن حيّة نقيّة
الصراع الذي لن يتوقف يوماً
المصيرُ البحريّ
النقطة المنزلقة دائماً فوق مُنحناها الطويل

Thursday, December 10, 2009

بحبَّك



.
.
لولو
علّولتي
كوكو
البوبي

Sunday, December 6, 2009

تكرارية

......
انتي البنت اللي شفتها جميلة
بعيدة ومزحومة من جوه
انتي البنت اللي خللت صوابعي تترعش
وملت قلبي هيليوم
فنط فجأة لزوري زي بالونة
وفرقع في لحظة نهاية الحوار
البنت اللي خلليتني
أحتاج الضلمة الكاملة
تغطيني
عشان تهدهد الهذيان
وألجأ للنوم
عشان أكمل الفراغات بأحلام متقطعة
انتي حكاية الحب الصعبة
حكايتي الغريبة الغبية
اللي بسببها لأول مرة أفكر
إن الموت مناسب أوي لوضعي
الميؤوس منه
وأتشرب للحظة
شعور بكره كامل للحياة

Sunday, October 25, 2009

الثالثة والنصف قبل الفجر

طيّب
هاأنذا
أزحت النهار من رأسي
ومتعلقات صخبه
وعضلةُ قلبي الآن
مضغوطة بسواد الليل
هلا تخبرينني ماذا يمكنني أن أفعل بيديّ هاتين
سوى أن أعبث بهما هائما بلا أي هدف
داخل تلك العضلة اللزجة؟
أسرح قليلا في اللوحة المعلقة التي رأيت فيها مرةً حياتي
مدندناً كالعلك كلمات زائغة
من أغانيّ المتكررة
الليل حولي لا يشبه الليل القديم
إلا في الصمت
الذي أصبح صمتا منتهكا
بضحكات أصدقائي الكثيرين
لكنني أزحتهم جميعا إلى الفراغ
لقد أزحتك أنتِ نفسك الآن
فعلها وحده قلبي الضعيف الخوّاف
أزاح روحك الشفيفة
أزاح صمتك الكثيف الموحي
أزاح كلماتك وأحلاما طفولية
ورقصات في الخيال
فلماذا لا أرى جيدا بعينيّ رغم كل ذلك؟
.
.
تستيقظ نايات حادّة في شراييني
الآن أدرك أنّي أحتاجك

Friday, October 9, 2009

Happy Birth Day 1900 :)

إيه هي الأسباب اللي تخلليني يجب أن أكتب هنا عن محمد صبحي محمد عبد النبي جادالله مساه الله بالخير؟
أكيد ليس لمجرد إنه في عيد ميلادي الأخير كتب عني بوست على مدونته خللاني عيطت بجد وحقيقي

يمكن لأن محمد هو صديقي التدويني اللي قفز فجأة من منطقة الخيال المتعلقة بالانترنت والمدونات والشعر والقراية والجنان وكاميليا وبقى صديق ليا على أرض الملعب بييجي يبات معايا في الأوضة اللي تحت في بيتنا اللي سبته دلوقتي وعزلت لما كنا بنسهر طول الليل نرغي ونشرب شاي وناكل حاجات هو مبياكلش منها عشان نباتي ولما أحب أكرمه أجيبله تونة أو كشري ويكون جايبلي معاه كتب كتير ومجلات مبرجعهاش ونفض نتناقر وننتاقش لحد ما حد فينا يفيص وتطلع روحه
.
يمكن لأن هو أبعد صديق عليا من ناحية المسافة وبنشوف بعض كل شهور وبتبقى لقاءات عالمية تهز أرجاء الكون كله وبنكون قبلها بنتكلم في التليفونات طول الفترات الانقطاعية دي نتكلم بالساعات وأحيانا ننقطع تماما لكن بنفضل شايلين لبعضينا مواضيع كتير عن أي حاجة وصدف وأسئلة وأزمات لما تفور جدا لازم أكلمه أو يكلمني ونشارك بعض فيها بكل فهم ملقتوش عند حد لسه
.
يمكن لأن ده هيكون آخر عيد ميلاد سعيد عليه لأنه العيد ميلاد الجاي هيكمل عشرين سنة وده رقم كئيب ومحزن أنا مستنيه ببالغ اليأس والضجر
....

يمكن لأن أنا بحب محمد صبحي

آه أكيد ، أنا بحب محمد صبحي محمد عبدالنبي جادالله
أنا بحبه بشكل مختلف عن أي حد من اصحابي اللي الحمد لله بقوا كتير فشخ
بحبه بشكل ما بحسش بيه وعمري ما جاتلي ناحيته لحظات هيام واطمئنان روحية مطلقة معاه زي ما بعمل مع ناس كتير وبتحط في ورطة إن المحبة دي بتبقى متسرعة ولحظية وبتتحول لعبء عليا مع ناس مش فاهماني او مش بتحبني أو بتحبني بس مش متواصلة معايا ولا تقدر تكون قريبة لدماغي
لكن هو بحبه حب غلبان قاعد لوحده ساكت على جنب كده ومستخبي ومش عصبي ومش لحظي ، لدرجة إني مش حاسس بأي مشاعر حب دلوقتي وأنا بكتب ، لكن أنا متأكد بفعل الحياة من الكلام اللي بقوله ده كله ، الحب ده بيطلع ويلعلع لحظات التواصل الحقيقية ولحظات الفراغ المضنية ولحظات التساؤل المخيفة اللي لازم أترمي فيها على حد
ولحظات الشوق الحقيقي لإنسان يوحشك بشكل كبير ونفسك تشوفه أو تحضنه مثلا أو ترغي معاه
ويمكن الحب ده كمان هو الوحيد المختلف عن كل أصدقائي
لأن محمد عنده ضوافر طويلة وشرسة
دماغه عنيدة
وقلبه طفولي جدا
وبيختلف معايا طول الوقت
عمري ما حسيت اني مسيطر عليه زي ما بعمل مع كل الناس القريبة مني
وكنت بكره ده زمان لكن دلوقتي اكتشتف انه سر الزخم الدائم والتجدد اللي ف صداقتنا
اتنين شباب مراهقين بيمارسوا هواية العند الطاهرة الرائعة لا أفناها الله
خللينا نفضل طرفين مغناطيس متنافرين على طول
خللينا نفضل نتفق من غير ما نحس
خللينا نخاف من سلطة بعضينا طول الوقت
وندور على مناطق الصراخ المستقلة
عشان يفضل طول الوقت في مجال مليان بالزخم الجميل بيننا
والتفاصيل الطازة والتواصل اللي مش راكد أبدا
أما الحب فأنا عن نفسي أضمنه ليك

كل دي أسباب تخلليني أكتب
بس انا مش هاكتب أنا بس هحط قصيدة بتجمعنا لشاعر هو عارف إنه اكتر شاعر أنا بحبه
عن وردة متعبة أظن إن احنا الاتنين بندور عليها

كل سنة وانتي طيبة يا بطططططططة
اقرأ

.........
البحث عن وردة الصقيع

أبحث عنك في ملاءة المساء
أراك كالنجوم عارية
نائمة مبعثرة
مشوقة للوصل و المسامرة
ولاقتراح الخمر و الغناء
و حينما تهتز أجفاني
و تفلتين من شِباك رؤيتي المنحسرة
تذوين بين الأرض و السماء
و يسقط الإعياء
منهمرا كالمطرة
على هشيم نفسي الذابلة المنكسرة
كأنه الإغماء
...............
أبحث عنك في مقاهي آخر المساء, و المطاعم
أراكِ تجلسين جلسة النداء الباسم
ضاحكة مستبشرة
و عندما تهتز أجفاني
و تفلتين من خيوط الوهم و الدعاء
تذوين بين النور و الزجاج
و يقفر المقعد و المائدة الهباء
و يصبح المكان خاويا و معتما
كأنه صحراء
.....................
أبحث عنكِ في العطور القلقة
كأنها تُطل من نوافذ الثياب
أبحث عنكِ في الخطى المفارقة
يقودها إلى لا شىء, لا مكان
وهم الانتظار و الحضور و الغياب
أبحث عنكِ في معاطف الشتاء إذ تُلف
و تصبح الأجسام في الظلام
تورية ملفوفة
أو نصبا من الرصاص و الرخام
و في الذراعين اللتين تكشفان عن منابت الزغَب
حين يهل الصيف
ترتجلان الحركات الملغزة
و تعبثان في همود الموت و السموم و الزحام
حتى يدور العام
........................
أبحث عنكِ في مفارق الطرق
واقفة, ذاهلةً, في لحظة التجلي
منصوبةً كخيمة من الحرير
يهزها نسيم صيفٍ دافىء
أو ريح صبحٍ غائمٍ مبلل مطير
فترتخي حبالها
حتى تميل في انكشافها
على سواد ظلِّيَ الأسير
و يبتدي لينتهي حوارنا القصير
...............

أبحث عنكِ في مرايا علب المساء و المصاعد
أبحثُ عنكِ في زحام الهمهمات
معقودة ملتفة في أسقف المساجد
أبحثُ عنكِ في المتاجر
أبحث عنك في محطات القطار و المعابر
في الكتب الصفراء و البيضاء و المحابر
و في حدائق الأطفال, و المقابر
أنظرُ في عيون الناس
جامدَ الأحداق
كأنني أسألُ كلَّ عابر
آوي إلى بيتيَ في الليل الأخير
أنتظر انبثاقك_البغتة_كالحقيقة
(أيتها السفينة الوهمية المسار
يا وردة الصقيع
أيتها العاصفة المُحكمة الإسار
خلف فصول الزمن الدوار)
حتى إذا طال انتظاريَ المرير
شربت كأس الخمر و الدوار
كأنني أقبِّل الدموع في خدود الكأس
قطرةً, فقطرةً
كأنني ألتذُّ باليأس و الانكسار
و أورق اليقين
ُأن مستحيلا قاطعا كالسيف
لقاؤُنا
إلا للمحةٍ من طرف

Thursday, October 8, 2009

ربة البيت

يا ربّة البيت اصحي، صلّي ثم ابسُطي يديكِ بالدعاء

جهّزي الفُطور وادعي للمائدة رَجُلكِ وأولادكِ

عاوني الصغارَ على تنظيف أنفسِهم وكشّري لمن يركنُ للكسل

اكنُسي بيتك ورتّبيه وتسلّي بترديد أغنية

سوف يجمعُهم الحظّ السعيدُ حولَ مائدة العشاء إذا سمح الدهر

ويبقى الأولادُ للمذاكرة، ويذهب الرجل إلى المقهى للسّمر

اغتسلي ومشّطي شعركِ وغيّري ملابسكِ وبخّري غرفة النوم

قد شهدَ اليوم ما يستحقّ الشكر والحمد

تذكّري ذلك إذا جاء اليومُ الذي يتفرّق فيه الجميع كلٌّ إلى سكنِه

واليومُ الذي لا تجد هذه الذكريات من يتذكّرها

......

من كتاب أصداء السيرة الذاتية للأستاذ نجيب محفوظ

Monday, October 5, 2009

حدة وارتفاع

أريد أن أكتب، فيخرجَ مني زبد
أريد أن أقول الكثير، فيختنق

لا وجود لرقمٍ منطوقٍ لا يكون جمعا
لا وجود لهرمٍ مكتوبٍ دون لُبّ

أريد أن أكتب، لكنني أشعرُ بأنّني أسد
أريد أن أكلّل نفسي بالغار، لكنني أكلّل نفسي بالبصل

لا يوجد سعالٌ منطوقٌ إلا ويتحول إلى ضباب

هلموا بنا إذن نأكل عشبا
نأكل لحم البكاء وثمرة النحيب
نأكل روحنا الكئيبة المعلبة

هلموا بنا إذن، إنني جريح
هلموا بنا لنشرب ما هو مشروب
هلموا بنا يا غراب لنخصب غرابيتك

......
قيصر باييخو