Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Friday, March 21, 2008

أنا، عليّ، لخبطة

النهارده عيد الأم كل سنة وانتوا طيبين
................
علي أخويا الصغير
........................
أنا أمي ماتت وأنا في تانية إعدادي، ومش حابب أقلبها دراما وأتكلم إني حزين ومفتقدها لأن ده هيبقى ممل جدا، ولأن الحقيقي إني مش مفتقدها،الحقيقي إني لما بفكر فيها بحس بإحساس الشخص اللي شاف فيلم زمان كتيييير أوي لدرجة الانصهار معاه، واللي حصل إنه بطل يشوفه، فبقى يفتكره على فترات متباعده ويحس بشجن غامض وحنين إلى الفيلم ده، لكن مش حاسس بالحزن اللي المفروض إنه يكون موجود عندي بسبب فقدي لأمي في سن صغيرة نسبيا ولكنها أيضا سن كبيرة تستوعب الفقد وتستوعب ذكريات كثيرة مع الأم، يسبب لي هذا الشعور أحيانا أرقا مُمِضّا ويؤدي بي إلى هاجس غبي مفاده أنني مصاب بفصام من نوع فريد، فصام بين فترات زمنية في حياتي، فترة حياتي مع أمي كما قلت تشبه فيلما قديما، ومعاذ الذي كان يحياها لا أحس أنه أنا، أنا أصبحت معاذ فعليا بعد موتها بفترة، هذا مجرد شعوري الداخلي طبعا، ولكن عقليا، فإنني أؤمن طبعا بكوني معاذ في كل هذه الفترات لأنه لا حل هنالك سوى هذا، وأوقن أيضا بأن موتها وما قبل موتها كان المكون الأكبر لشخصيتي، لأن هذه هي طبائع الأشياء، وبناء على ما قلته والذي كان بمثابة مقدمة، فإنني حين تُذكر أمي أمامي لا أحس بالحزن عليها ولا أفتقدها شخصيا، لحظة، أنا كنت أحب أمي تماما، كنت ذائبا في حبها كالصوفيين، ومنصهرا معها كنتيجة طبيعية لعزلتي القديمة عن الناس، ولشعوري القديم بالإقصاء، ولكن هذا لم ينجني مما أنا فيه، مثلا، مصعب حين تذاكرت معه منذ فترة يوم موت أمنا، تأثر تماما، وأنا كنت ساعتها، كمحاولة مني للتذكر، أو بمعنى أصح الغوص في الذكرى حتى أشعر معها بالتماهي والاتساق لأتخلص من حالتي التي وضحتها، كنت ساعتها أبالغ في ذكر التفاصيل، التي وياللعجب أذكرها تماما، بكل فسيفسائها, وتأثُّر مصعب أخي أدى به إلى بكاء غامر وهروب سريع من غرفتي إلى غرفته، مع أنه لما ماتت، كان في خامسة ابتدائي، حسيت بالأسف لحظتها، وسألت نفسي عن كوني متبلد الشعور، فكانت الإجابة بالنفي، وداعبتني فكرة الفصام هذه، التي تجعلني أتعذب يوميا، والتي تسيطر علي تماما هذه الأيام، وتجعلني أفكر كثيرا في طبيب نفسي كحل جيد، لذلك من الطبيعي أن هذه الكتابة التي أكتبها الآن ليست من قبيل كتابة المناسبات، وإنما هو هاجسي الذي يؤرقني تماما منذ فترة، وأقصد بكلمة يؤرقني معناها الحرفي، ولكن كنت أؤجل الكتابة في هذا الموضوع لالتباسه علي ولكونه غامضا على ذهني، وأنا من الصعب علي الكتابة بغير معرفة، ولكنني استسلمت إلى رغبة جارفة أن أكتب هذه الأيام عن كل مؤرقاتي، وأن أنسى تماما الفكرة الحمقاء التي مؤداها أن أكتب عن ما أعرفه، لذلك بدأت في الكتابة وأحس أنني لخبطت تماما
.................................................................
يمكنك تجاوز ما فات
أقصد أن تتجاوز عن هذه اللخبطة التي أحسها فيه، والتي جعلتني أقسّم ما أريد كتابته إلى قسمين، لأنني لم أعرف كيف أدخل الجزء الثاني مما أريد أن أكتبه إلى جسد الفقرة الماضية، لا توجد فترات متباعدة بين الكتابتين ولا حاجة، أنا أكتبها الآن كلها، على الهواء مباشرة، لماذا أفعل ما أفعله الآن من رغي خارج الموضوع، ربما لأنني يسيطر علي إحساس غريب باللخبطة، الحقيقة ليس غريبا ولا حاجة، إنه النتاج الطبيعي للخبطة الحقيقية التي تسيطر علي في هذا الموضوع المؤرّق لي، وأنا كنت أكثر حكمة بصراحة عندما كنت أؤجل الكتابة عنه، حكمة جبانة، ولكنني بدأت أحس أن ما أكتبه سيزيد من أرقي تماما إذا فشل في جعلي أفهم، لقد كان مستورا بداخلي، أريح بكثير، لا ليس أريح، لا أعرف بصراحة
................................................................
ها أنا مرة أخرى لم أستطع أن أدخل الفقرة التالية في ما كنت أكتبه
لأنني أحس أن ما أريده من هذه الكتابة، ليس شيئا منظما، وإنما هدفا شخصيا تماما، وهنا يتعين علي، أن أوضح لنفسي على الهواء مباشرة، وفي لحظة إمساك بخيط الكلام، أوضح لنفسي كل هذه الأفكار التي سبقت

ادخل معي إلى الفقرة التالية
...............................................................
بناء على المقدمة الأولى للموضوع، فإنني أستطيع أن أقول، وتفهمني ساعتها، أنني لا أفتقد لأمي بشكل شخصي، وإنما أفتقد لأم بشكل عام، هذه الفكرة، أي فكرة افتقادي لأم، تمنحني بعض الحزن على موت أمي يرضيني ويريحني من حالة القلق المحموم الذي يعتريني عندما أفكر في برودي ناحية أمي المرحومة، لكن هذا الحزن الناتج عن هذه الفكرة، يتحول بي إلى ناحية جديدة، وهي حزن آخر أكثر صدقا في نظري وأكثر رسوخا في مبرراته، إنه الحزن الذي يعتريني، عندما أنظر لعليّ، عليّ أخي الصغير الذي ماتت أمي وتركته في العامين، وأنا مربيه، أفكر وأنا مغمور بحزن مؤلم، أن عليّ يفتقد حقا لأم، وأن عليّ في وضع مأساوي، ولم أكن أفكر أبدا في مأساوية وضعه هذا، ولا غرابته وتعاسته، ولكنه خطر لي هكذا منذ فترة، فجأة، كنتاج لكل ما قلته، أفكر أن علي لم يقل لأم، يا ماما، وأنه لم يعش مع أم مثلما عشت أنا وإخوتي حتى، علي لم تكن في حياته أم أبدا، ياللمأساة، يبدو لي الوضع الآن، وفي هذه اللحظة التي أكتب في هذا الكلام، يبدو لي وضعا أعرج، هناك ضلع ناقص في الشكل، وعليّ طفل صغير رقيق هش، شديد الجمال، مجنيّ عليه جدا، مانح للحزن بغزارة كلما فكرت فيه هكذا، أفكر بانفعال الآن، أفكر في البكاء له، أحب عليّ، وأشفق على مأساته التعسة، وأفكر مرة أخرى في الوضع الأعرج، كم أنت مظلوم يا صغيري الجميل، ولا أعرف ماذا أكتب عنك، الشحنة التي بداخلي عن عليّ الآن، لا تريد التحرر، كما تحررت الشحنة السابقة، ربما لأنني أحب عليّ أكثر من ذاتي ومن العالم كله بطبيعة الحال، وأكثر حتى من الله الذي ظلمه بشدة، وكل الأحداث التي حولنا الآن، المحافل التي تكتظ بكلام عن عيد الأم، تجعلني أريد أن أحرقها لأجل عليّ، فإنني أقسم لو عرفتُ مرة، لو أدركتُ بس للحظة يا ولاد الوسخة، أن صغيري الهش الجميل، أحَسّ بهذا الوضع الأعرج، وتأذّى منه، أقسم سأحرق العالم، بصدق أحس بهذا تماما، أحس فجأة وأنا أكتب أنني أمتلك هذه القدرة على حرق العالم الآن، إنني فعلا أمتلكها كلما فكرت في حدوث هذا لعليّ، أنا أهز رأسي الآن وأضغط على أصابعي، أفكر في الوضع الأعرج الوضع الأعرج الوضع الأعرج الوضع الأعرج الوضع الأعرج الوضع الأعرج، أنا مشحون بشدة، أريد أن أبتلع عليّ الآن لأحميه من أي شوكة قد تجرح روحه الشفيفة، أريد أن أحيطه بسياج لا تنفذ منها إلى روحه أي صورة عن الوضع الأعرج، لا أستطيع أن أكتب الآن، أنا متعب بشدة، الكتابة في هذا الموضوع أتعبتني كثيرا، أزادت الشحنة بداخلي ولم تُرِحني أبدا كما كنت أتوهم، لا أستطيع أن أزيل من خيالي كلمة الوضع الأعرج، ستتصاعد الرغبة في حرق العالم في أي لحظة من الآن، لذلك، على الله أن ينتبه قليلا لأخي الصغير وأن يحميه من أي شوكة تنفذ لروحه، وإلا لن أسامحه، وإلا سأحرق العالم، الآن سأتوقف قليلا عن الكتابة وسأعود
...........................................
قمت قليلا، أكلت شيئا، كنت سأطلع لأحضن عليّ ولكن كسلت من صعود السلم، كنت أفكر في البداية في الكتابة عن الفكرة الأولى الخاصة بي ثم المرور منها إلى الفكرة الثانية عن عليّ في موضوع أبسط من هذا الموضوع، ولكن ماحدث لي أثناء الكتابة كان مفاجئا ومرهقا لي، تفلتت مني الكتابة حتى خرجت بهذا الشكل، حتى العنوان الآن لا أعرف كيف سيكون، الكتابة فعل اكتشاف، ولم أكن أفكر أن بداخلي القدرة على حرق العالم يوما :) لكنني اكتشفتها، عموما، أنا الآن أكثر راحة وإن اكتسبت هما جديدا وهو قلقي على روح طفلي الهش الرقيق، لم يدر هذا الموضوع برأسي خالص، وغاية ما كان يعذبني حين أفكر فيه هو حزنٌ صافٍ على عليّ ولكنه خالٍ من القلق، هكذا يزداد همي، الحزن مقدور عليه، لكن القلق الدائم اللاهث هذا، عذابٌ غبيّ

16 comments:

Anonymous said...

موضوع حلو يا مزمز

ربنا يخلليلك علي ويحميه

jimms said...

موضوع جامد جداً يا "معاذ"
انا مش مصدق ان انت اللى كاتب الكلام ده
وربنا يحميلك علىّ من أى شوكة ممكن تصل لروحه الرقيقة الهشة

مُزمُز said...

محمد:

منور يا باشا والله
بس كنت وقع باسمك

:)

جيمس:

مش مصدق ليه ياض
انت كنت مستقل بيا وللا إيه؟

وبعدين يعني اللي انت شايفه ده واحد على مية من اللي عندي

أنا بس مكنتش عايز أخضك

منورني والله يا جدعان
صديقاي الأنتيخان
ياللي جابرين بخاطري وفاتحين نفسي ومعلقينلي ومحدش سائل فيا غيركوا

هههههههههه

ADMIN said...

good wiret

The Alien said...

إنت إنسان جميل ياواد

تحياتي

Anonymous said...

أكيد أخوك على ده أموروروحه بريئة
بس بجد موضوع مهم وجامد وموهبتك ظاهرة فيه أوى
محمود جيزة

Anonymous said...

بحدانت مبدع0وجلتنى اشعر بانى علىق اخى او ابنى وقريب منى
على فكرانت مشروع كاتب عضبم

مُزمُز said...

شاب اسكندراني:

أهلا وسهلا

بيشو:

أهو انت

:)

محمود جيزة:

متشكر جدا على رأيك يا فندم
يا ريت أشوفك عندي على طول وأعرفك أكتر

أنونيمس:

متشكر على رأيك جدا جدا مع إني كنت عايز أعرف مين اللي سايبلي الكلام الجميل ده

^ H@fSS@^ said...

معاذ
صعب جدا ان مجتمع وي مجتمعنا المتحزلق انه يهتم باشن فرد من افراده
و علي ده فرد
مجتمعتنا بتمارس دور قمعي علينا كافراد فمش بتهتم بأي خاطر او شعور يكون شخصي و خاص بيك انت لوحدك
بيهتموا فقط بالشعور العام
زي ما مثلا حد في عيلتك يشتكي انه باقله اسبوع ماشفاش ابوه المسافر في رحلة عمل من غير ما يعمل اي اعتبار لشعورك انك بقالك سنين مشفتش والدك و تقريبا كنت حتسنى شكله

عادي بتحصل
ف لله الاقلية المستضعفة و لهم الرحمة على ما يفعلوه
بلغ تحياتي لعلي و قله مؤكد ربنا حيوهبه الحنان اللي اتحرم منه يوما ما


تحياتي

إبـراهيم ... said...

((ده المفروووض ، بس آآآســـف ، أنا عندي ..خير حلووو))
أدعوكم، وتدعوكم ورقة وقلم .... إلى الاحتفالية المقامة بمناسبة فوز بوكر العربية ببهاء طـاهر ، وذلك يوم الثلاثاء القادم .... الأول من إبريل ... في نقابة الصحفيين الدور الرابع ... السادســـة مساءً

Rivendell** said...

دخلت الأسبوع اللي فات وحاولت اسيب كومنت والنت حالته كانت في قمة الفظاعة والكومنت ما اتبعتش
الحقيقي مش فاكرة انا كنت عايزة اقولك ايه
لكن مش مهم
حمد الله على سلامتك انت كمان
:)))

مُزمُز said...

حفصة:

أنا معاكي لحد كبير
بس برضه مش عايز أقول إن ده خلل مجتمعي لأن برضه من حقهم يفرحوا
عموما أنا مش مهتم ده خلل إيه لأني بحاول أأدي الدور المهم بس

منورة

:))))

إبراهيم:

شكرا على الدعوة
انت نشيط جدا

ريفندل:

سهااااااا
عاش من شافك يا بنتي
حمدالله عالسلامة انتي
أنا موجود ياختي من ساعة البداية الجديدة معيلتش واختفيت

أنا عايز تعليقي ماليش دعوة
:)))

يا مراكبي said...

على فكرة

ممكن هو ما يكونش شعورة زي شعورك ده .. هو ما جربش إنه يكون عنده أم علشان كده ممكن يكون مش حاسس بفقدانها

على عكسك إنت طبعا

مُزمُز said...

يا مراكبي:

أنا عارف كده

هو شعوره مش افتقاد لماما
هو أصلا زي مانت قلت مش عارفها
عشان كده مش حاسس بفقدانها
لكن اللي بيرعبني

شعوره بافتقاد لأم

لأم عامة مش لأمنا احنا

هو ده اللي مخلليني عندي الهاجس المخيف ده

بس

ومنور

أميرة said...

اعلم ان ردي متأخرا ولكن لا يمكنني ابدا ان اقرأ كل هذا لا اعلق

انا بالذات

وانا اقرأ كلماتك في البداية ولي سابقة معك في مدونتك القديمة تذكرت امك بشكل ابكاني بل اقول ادماني لذا استرحت لمقدمة كلامك انت لا تشعر بالحنين فلن تقول كلاما يبكيني انتظرت حتى تكمل هذه اللخبطة
الى ان تحدثت عن مصعب وعلي
اقرأ كلماتك واتعجب كيف لا تبكيها مثلهم
دعني اقول لك شيئا انه مجرد ذكر عيد الام امام يحزنني
اذا نظرت الى الوراء وتذكرت تفاصيلا مثلك لا يمكنني ابدا الا ابكي
هل تعلم لماذا ؟

انه الفرق بين من فقدها وعمره 12 عام وبين من فقدها وعمره 10 سنوات ومن فقدها وعمره 7 سنوات
اما من فقدها وعمره عامان فهو افضل حالا منا جميها افضل بكثير
فلا يوجد في ذاكرته شيئا يشعره بالهم ويبكيه
ذاكرته نظيفة فيها انت واخوته
هو لم يرى امه ويلمس حنانها لكنه رآكم انتم اذا حرم منكم سيتعذب كثير وقتها تستطيع ان تحرق العالم كما تشاء
اذا تجرأت الظروف وحرمتكم من بعض حرمت علي من حنان الام الذي يراه في لمة اخواته وحبهم له واعتنائهم به

اقول لك شيئا لني احسدك واحسده
لصغر عمره ولكبر عمرك انت وقت رحيلها
واحسدك ايضا على هذا البرود

عذرا للاطالة ولكنك تعرفني جيدا

تحياتى

hanan khorshid said...

المداخلات النفسية دى عمرها ما كانت
نوع من أنواع الفصام
مانت ممكن تكون مثلا حائر بين خيارين
و بقناعتك التامة بوجوب كل واحد فيهم
بتحس انك تشيزوفرينك
او مثلا تفتكر فترة فى حياتك و تتقفسم شخصيتك لشخصين
واحد عجباه قوى الفترة
و عايز يسترجع كل تفاصيلها
و واحد عايز ينساها
المهم بصرف النظر عن "الللخبطة"عايزة اقولك حاجتين
1- حبك لعلى و خوفك الشديد عليه لدرجة الحاجة لابتاعة دليل حى جداااا
على انك مش بارد و لا حاجة مشاعرك بتنبض
2- متحاولش للحظة تقلق على على
لان مهما خفت مش هتقدر تحميه زى ربنا
و اطمن اللى خلقه كفيل به حتى لو فقد امه فى العامين من عمره