Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Tuesday, June 14, 2011

صديق

طالما تكونُ معي ، لا ينتابني مرضُ الشّك

الذي يزيحُ جسدي خطوات للوراء

ويترك خيالا باهتا يشخص إلى الوجوه

أنساقُ معك ، صامتاً

لا أُصلّي لرغبةٍ جديدةٍ في أيّ شئ

وذلك الكلام الذي أقمعُه ، لا يطاردني

لأنهُ فقط يتأخرُ قليلا

ليُفسحَ لكلامٍ آخر

لأنني لا يتوقف سيلُ وجودي

طالما تكون معي

أضحكُ لأضحكَك ، وتضحكُ أنت لأَدمَعَ مِن الضّحك

من يسبقُ الآخرَ في رَفع الصّوت

هو الذي يكسبُ الميكروفون

ويحمل وِِزر المجون كاملاً

والعبثِ الفاجر

لكنّهُ لا يحملُ عبءَ أن يُكمل وحدُه

لأن الصوتَ يُقسّم بيننا الكلام

ويقدرُ أن يُكمل كلانا

ما بدأته روحٌ غامضة

تسكنُ في منبعِ البَوح.

لأننا عندما تكلمنا عن الزّيفِ

ألاعبينا الشرير

طيبتِنا وخُبثِنا وأقنعةِ اليوميّات

وعن الإيقاعات التي نخضعُ لها

في لحظات متناثرة

في طرق غريبة وأشخاص أغبياء

لم يكن حقيقياً ما تصورتُه

أنني معك ، أتلبسُ إيقاعاً خاصاً

يتخفّى فيه وجودي

وينساق لك شبح جامحُ لا يقول الحقيقة السوداء

كان الحقيقيّ

أن ذلك هُو صوتي الذي لا أعرفه

وبراءتي

وأن هذا صخبي

الهياج الطفولي الجامح

الذي أداريه في الوحدة الباردة

لأنني حين أخفضُ صَوتي

لأفكر أن أقول لك شيئاً مُحزناً

أو أفكرَ أن هذا هو الصدقَ

الذي ينبغي علينا احترامُه بالهمس وإحناء الرأس

أفهمُ أنّ حلماً واحداً يتردّد على رأسينا

وأن صباحا واحداً

يعرفهُ كلٌّ منا

يَشقُّ بحنينهِ الشائك ، طمأنينة أطرافنا

عندها يصبحُ الصدقُ ليّناً رطبا

يتراوحُ بينَ مسرعا عُيونِنا ككرةٍ شفافة

أرفعُ صوتي

مرة أخرى

نَصيحُ مُسرِعين نَشقّ الهواء

نُغنّي

نجرح النغمات بنشاز باسم

لنضحكَ سَاخرَين

من أنفسنا وأحزانها

ومِن عجائب طفولتنا البعيدة