Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Monday, August 24, 2009

لكنني وحدي الآن، وكم أشعر في وقتي بدبيب السأم الخالص
دما رماديا باردا يسلك عروق أيامي
ويمسّ حتى الكلام
كم صرت أكره الكلام كيفما أكره الموت تماما
وأكره الموت كيفما أكره حياتي
الذائبة في الوقت
الذائب في الزيف النهاري
لكنني الآن لا أطيق أن أبقيه متكوما هكذا في قلبي، وتركه فريسة للغبار
لأن الصراخ لن يسعفني يوما لأنفضه
لأنني لا أستطيع التحرك بكل هذا الثقل
لأنني يمسني الجنون
عندما يتراكم داخلي فوق بعضه
بصريره
بإيقاعه الكثيف البطئ
يرسخ ظلمة فوق ظلمة
يقذفني للدوخة والحيرة
لكنني أكره أن ألقيه للفراغ الشاسع يمتصه كديدان القبور
ليتلاشي رأسي المضطرم في سهام الهواء بلا جدوى
كأنني كنت فقط أزفره
ثم يذوب وجودي معه في الخارج، وأكون خفيفا
خفيفا كالنعوش الفارغة وبلا اتجاه
لا
أنا لست أحب الكلام
كله
اللاجدوى كلها
أنا فقط أحب الآن
أن أتحدث لك أنتِ
نعم أيتها البنت الرقيقة الفاتنة
أريد أن أتكلم فيك
تفردين لي كفيكِ الضعيفتين
تفتحينهما كالكهف
وتستضيفين كلامي وتملسين عليه
بذكاء أصابع يدك الناحلة
بحنوك، بحذرك، بحزنك وبحدتك
بأنهار الدم الزرقاء التي تشق رقة صفرتها
سأنظر لطفلي حينها في جوف وجودك مطمئنا عليه
ومبتسما
أبتسم لصمتك
ولصوتي
وحين تتحدثين أتحدث على صوتك
أرمي بذور حيرتي وتفتتي في حقل عذوبته، الثري بالطبقات
فننبت وحدنا الزهور المرة
نتغذى عليها في مسارات أيامنا المرة
ولنا أن نغنّي قليلاً
نقول أننا الآن معا
ومعنا زهورنا
قلبي فيكِ وقلبك فيّ
وعينانا ليستا في ذلك الفراغ الكثيف
عينانا متواجهتان كقدر ممتد
يلتئم طريقانا بظلمتهما وبشبقنا
بفجوات أرواحنا وبأشباحنا
وبحزننا القارس، نضفّره
تشربين حديثي التائه
تبردينه بحزنك الناضج وتمجينه في قلبي
وأنا أستقبل في احتقان فراغي
في اشتعال وهمجية حزني
بكاءك أنت المرير لأجففه بروحي
أضخ فيك دمي إن استطعت وأمنحك جموحي
تضخين في أيامنا بسمتك الصافية الشفيفة
الشمس التي سنتغذى على ضيائها
حتى اليوم الذي ستتغذى علينا الأرض
بكل دمعنا وزهورنا المرة
بكل كلامنا

3 comments:

JuSt_hUmAn said...

جامدة يا معاذ، بقالي كتير ما قريتلكش

لأنني يمسني الجنون
عندما يتراكم داخلي فوق بعضه

جامد والله يا ابني
كل سنة وأنت طيّب

الست فرويد said...

تفردين لي كفيكِ الضعيفتين
تفتحينهما كالكهف
وتستضيفين كلامي وتملسين عليه
بذكاء أصابع يدك الناحلة
بحنوك، بحذرك، بحزنك وبحدتك
بأنهار الدم الزرقاء التي تشق رقة صفرتها
سأنظر لطفلي حينها في جوف وجودك مطمئنا عليه
ومبتسما
أبتسم لصمتك
ولصوتي


رائعة تلك الكلمات
رمضان كريم
:)

تحياتى

يا مراكبي said...

طيب كويس ان في وسط حالة الملل والسأم دي فيه واحدة فيها بريق الأمل كله انها تخرج بطل النص من حالته دي .. كويس ان الموضوع مش مظلم قوي كده

ياريت يتشبث بيها اكتر واكتر