إيه هي الأسباب اللي تخلليني يجب أن أكتب هنا عن محمد صبحي محمد عبد النبي جادالله مساه الله بالخير؟
أكيد ليس لمجرد إنه في عيد ميلادي الأخير كتب عني بوست على مدونته خللاني عيطت بجد وحقيقي
يمكن لأن محمد هو صديقي التدويني اللي قفز فجأة من منطقة الخيال المتعلقة بالانترنت والمدونات والشعر والقراية والجنان وكاميليا وبقى صديق ليا على أرض الملعب بييجي يبات معايا في الأوضة اللي تحت في بيتنا اللي سبته دلوقتي وعزلت لما كنا بنسهر طول الليل نرغي ونشرب شاي وناكل حاجات هو مبياكلش منها عشان نباتي ولما أحب أكرمه أجيبله تونة أو كشري ويكون جايبلي معاه كتب كتير ومجلات مبرجعهاش ونفض نتناقر وننتاقش لحد ما حد فينا يفيص وتطلع روحه
.
يمكن لأن هو أبعد صديق عليا من ناحية المسافة وبنشوف بعض كل شهور وبتبقى لقاءات عالمية تهز أرجاء الكون كله وبنكون قبلها بنتكلم في التليفونات طول الفترات الانقطاعية دي نتكلم بالساعات وأحيانا ننقطع تماما لكن بنفضل شايلين لبعضينا مواضيع كتير عن أي حاجة وصدف وأسئلة وأزمات لما تفور جدا لازم أكلمه أو يكلمني ونشارك بعض فيها بكل فهم ملقتوش عند حد لسه
.
يمكن لأن ده هيكون آخر عيد ميلاد سعيد عليه لأنه العيد ميلاد الجاي هيكمل عشرين سنة وده رقم كئيب ومحزن أنا مستنيه ببالغ اليأس والضجر
....
يمكن لأن أنا بحب محمد صبحي
آه أكيد ، أنا بحب محمد صبحي محمد عبدالنبي جادالله
أنا بحبه بشكل مختلف عن أي حد من اصحابي اللي الحمد لله بقوا كتير فشخ
بحبه بشكل ما بحسش بيه وعمري ما جاتلي ناحيته لحظات هيام واطمئنان روحية مطلقة معاه زي ما بعمل مع ناس كتير وبتحط في ورطة إن المحبة دي بتبقى متسرعة ولحظية وبتتحول لعبء عليا مع ناس مش فاهماني او مش بتحبني أو بتحبني بس مش متواصلة معايا ولا تقدر تكون قريبة لدماغي
لكن هو بحبه حب غلبان قاعد لوحده ساكت على جنب كده ومستخبي ومش عصبي ومش لحظي ، لدرجة إني مش حاسس بأي مشاعر حب دلوقتي وأنا بكتب ، لكن أنا متأكد بفعل الحياة من الكلام اللي بقوله ده كله ، الحب ده بيطلع ويلعلع لحظات التواصل الحقيقية ولحظات الفراغ المضنية ولحظات التساؤل المخيفة اللي لازم أترمي فيها على حد
ولحظات الشوق الحقيقي لإنسان يوحشك بشكل كبير ونفسك تشوفه أو تحضنه مثلا أو ترغي معاه
ويمكن الحب ده كمان هو الوحيد المختلف عن كل أصدقائي
لأن محمد عنده ضوافر طويلة وشرسة
دماغه عنيدة
وقلبه طفولي جدا
وبيختلف معايا طول الوقت
عمري ما حسيت اني مسيطر عليه زي ما بعمل مع كل الناس القريبة مني
وكنت بكره ده زمان لكن دلوقتي اكتشتف انه سر الزخم الدائم والتجدد اللي ف صداقتنا
اتنين شباب مراهقين بيمارسوا هواية العند الطاهرة الرائعة لا أفناها الله
خللينا نفضل طرفين مغناطيس متنافرين على طول
خللينا نفضل نتفق من غير ما نحس
خللينا نخاف من سلطة بعضينا طول الوقت
وندور على مناطق الصراخ المستقلة
عشان يفضل طول الوقت في مجال مليان بالزخم الجميل بيننا
والتفاصيل الطازة والتواصل اللي مش راكد أبدا
أما الحب فأنا عن نفسي أضمنه ليك
كل دي أسباب تخلليني أكتب
بس انا مش هاكتب أنا بس هحط قصيدة بتجمعنا لشاعر هو عارف إنه اكتر شاعر أنا بحبه
عن وردة متعبة أظن إن احنا الاتنين بندور عليها
كل سنة وانتي طيبة يا بطططططططة
اقرأ
.........
البحث عن وردة الصقيع
أبحث عنك في ملاءة المساء
أراك كالنجوم عارية
نائمة مبعثرة
مشوقة للوصل و المسامرة
ولاقتراح الخمر و الغناء
و حينما تهتز أجفاني
و تفلتين من شِباك رؤيتي المنحسرة
تذوين بين الأرض و السماء
و يسقط الإعياء
منهمرا كالمطرة
على هشيم نفسي الذابلة المنكسرة
كأنه الإغماء
...............
أبحث عنك في مقاهي آخر المساء, و المطاعم
أراكِ تجلسين جلسة النداء الباسم
ضاحكة مستبشرة
و عندما تهتز أجفاني
و تفلتين من خيوط الوهم و الدعاء
تذوين بين النور و الزجاج
و يقفر المقعد و المائدة الهباء
و يصبح المكان خاويا و معتما
كأنه صحراء
.....................
أبحث عنكِ في العطور القلقة
كأنها تُطل من نوافذ الثياب
أبحث عنكِ في الخطى المفارقة
يقودها إلى لا شىء, لا مكان
وهم الانتظار و الحضور و الغياب
أبحث عنكِ في معاطف الشتاء إذ تُلف
و تصبح الأجسام في الظلام
تورية ملفوفة
أو نصبا من الرصاص و الرخام
و في الذراعين اللتين تكشفان عن منابت الزغَب
حين يهل الصيف
ترتجلان الحركات الملغزة
و تعبثان في همود الموت و السموم و الزحام
حتى يدور العام
........................
أبحث عنكِ في مفارق الطرق
واقفة, ذاهلةً, في لحظة التجلي
منصوبةً كخيمة من الحرير
يهزها نسيم صيفٍ دافىء
أو ريح صبحٍ غائمٍ مبلل مطير
فترتخي حبالها
حتى تميل في انكشافها
على سواد ظلِّيَ الأسير
و يبتدي لينتهي حوارنا القصير
...............
أبحث عنكِ في مرايا علب المساء و المصاعد
أبحثُ عنكِ في زحام الهمهمات
معقودة ملتفة في أسقف المساجد
أبحثُ عنكِ في المتاجر
أبحث عنك في محطات القطار و المعابر
في الكتب الصفراء و البيضاء و المحابر
و في حدائق الأطفال, و المقابر
أنظرُ في عيون الناس
جامدَ الأحداق
كأنني أسألُ كلَّ عابر
آوي إلى بيتيَ في الليل الأخير
أنتظر انبثاقك_البغتة_كالحقيقة
(أيتها السفينة الوهمية المسار
يا وردة الصقيع
أيتها العاصفة المُحكمة الإسار
خلف فصول الزمن الدوار)
حتى إذا طال انتظاريَ المرير
شربت كأس الخمر و الدوار
كأنني أقبِّل الدموع في خدود الكأس
قطرةً, فقطرةً
كأنني ألتذُّ باليأس و الانكسار
و أورق اليقين
ُأن مستحيلا قاطعا كالسيف
لقاؤُنا
إلا للمحةٍ من طرف