Pages

About Me

My photo
في الغالب أنا عيل

Saturday, October 11, 2008

الإيقاع

إيقاع الكلمات الجميل، النسق العجيب الفاتن للبناء السحري للجمل
دافي وكثيف الحركة، وحركته منتظمة
أحب أنا أمشي مع رقصة الكلام في الفراغ
أحب إني أفضل وراه تابع، لحد ما يوصل لتخوم المنطقة اللي بتبرر السكون
لكني برغم ده
بكره الشعر، بكرهه بعنف، السافل، الدنئ، المقرف، الممل اللزج الممجوج
الكائن الشرير المخادع، اللي اتوجد، عشان ينغص الحياة علينا بمبالغاته غير المبررة
أنا بس بحب القصص
القصص أديان يومية ممتعة، كتابها آلهة بشرية عندهم عيون كتيرة وملايبن الأجسام
القصص المرسومة على سطح بياض الفراغ اليومي الكئيب
اللي فيها زحمة وزخم، بعيدا عن الإيقاع الكئيب للكلام السولو المُخلّق
القصص اللي ليها بداية ونهاية ومبررات مفهومة وذكية وخفية وأبعاد قريبة وأبعاد بعيدة
لحظات لما أفهم فيها ولحظات لما أتوه، لحظات التوازي والتقاطع والدهشة والبسمة والحزن الرقيق المفاجئ
الناس اللي بتتحرك والناس اللي واقفة، الكاتب اللي بيبص بعينه على الحاجات، جواها وبراها، لحظات الانفعالات اللاهثة، ولحظات السكون العجيبة المريحة، لحظات الحياة، ورسمها المدهش اللي بيخلليني أطمئن
الإيقاع في القصص، هو إيقاع حركة الحياة
بحب السينما
الكاميرا وهي واقفة هادية بترصد
من جانب مختبئ كأنه مصدر الإيقاع الشعوري والحياتي كله
ترصد الوشوش وهي بتتملي بمشاعر تتفهم وتتلمس، وتبتسملها وتحزنلها بسبب التوافق أو التعاطف أو التشبيه عليها
هجوم شعور عليك هو نسخة من الشعور اللي احتل قلب الحدث المرصود
شعورك المبسوط بشكل خافت دايما لفهمك اللحظة واستيعابها، لحظة من بطن الحياة نفسها
الكاميرا وهيا بتتحرك زي الموجة الحساسة مع حركة المشهد، وحركة المزيكا ماشية معاها صديق حميم وحساس
وللا المزيكا دي
آه من إيقاع الشعور لما المزيكا بتكثفه وتبرزه ورا إيقاع المشاهد المتقطع الجميل
ومصاحبة اللون
دفء اللون وبرده، حضور اللون وغيابه، وصدق اللون وشفافيته وهدوءه
اللون المؤكد الواضح المكثف من غير خدوش الإيقاع الحياتي المزيف
السينما زي القصة، مفهومة الإيقاع
بتسحبني لعالم موازي
بتحرك قلبي وذهني وحياتي، المسجونين مع إيقاع الكلام التافه المتعِب المريض
أنا
بحب آلامي الخاصة كلها
وبخاف عليها من التوهان في الضجر
والقصص والسينما بتدعك الصدا
أنا بحب قعدات القهوة بالليل
وجلسات الدعك الروحي الأليمة تحت الشمس الفاضحة اللي بتدبح صمتي الراضي بوضعه
وبرغم إني بحب السرير المتوحد الصادق، السرير الموحي بخلق الوجع والزخم في شكل فخاري يتلمس
بس أنا بكره الشعر
بكره الشعر
صوت تنفس الشعراء، المزعج المقرف، اللي بيشوه بكارة إيقاع الكلام الجميل البُني الدافئ
صوتهم
صوتهم بيصيبني بالغثيان
بكره الشعراء
أصل إيه يعني آخر حكاية الوجع والبوح؟ وإيه يعني آخر الإيقاع؟ وإيه هيا بقى، الكثافة الحقيقية، اللي بتكوّن أصلا إيقاع الحياة؟